ركن الخطب والدروس الدينية وحلقات العلم

مايزال برنامج جامع "سيدنا زكريا"(الجامع الأموي الكبير بحلب)حافلاً خلال الشهر الفضيل، شهر "رمضان" هذا العام. قبل الفجر في كل يوم هناك فرقة للأناشيد الدينية،ثم تأتي صلاة الفجر يتبعها حديث عن الشمائل المحمدية يومي الأربعاء والخميس لـ"محمد مكي قلعه جي" و"محمود مبيض"، يعتمد بشكل أساسي على كتاب " الشمائل المحمدية " لفضيلة الشيخ الراحل "عبد الله سراج الدين". وباقي أيام الأسبوع حديث للشيخ "عبد الله حسون" يقدم فيها نصائح وتوجيهات. أما فجر الجمعة فهو مخصص لسماحة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور"أحمد بدرالدين حسون"، يتحدث فيه عن الدروس المستفادة




من "غزوة بدر" ومواقف الصحابة فيها. بعد صلاة العشاء هناك قراءة جزء يومياً من "القرآن الكريم" في صلاة التراويح لينتهي "رمضان" بإتمام ختمة من القرآن



،كما كان يفعل السلف الصالح. ونبينا "محمد صلى الله عليه وسلم" كان يصلي التراويح ولكن خشي أن يُفرض على المسلمين لذلك كان يصليها في بيته، أما سيدنا "عمربن الخطاب" فقد جمع الأمة على التراويح وكان هو والصحابة والسلف الصالح يختمون ختمة في الصلاة في رمضان. ففي كل يوم يؤم المصلين في صلاة العشاء والوتر الشيخ "عبد الله حسون" ، وفي صلاة التراويح يؤم المصلين الشيخ "محمد مكي قلعه جي" في عشر ركعات ومثلها للشيخ "محمود مبيض"، وهما صاحبا صوت جميل وقراءة تعيد إلى النفس صفائها الروحي من خلال الإنصات لجزء كامل من "القرآن الكريم" في كل يوم.



أما خطبة الجمعة في جامع "سيدنا زكريا" فهي ، كما جرت العادة، كل أسبوع لشيخ من أئمة حلب، وكان الخطيب في الأسبوع الأول من رمضان هو الشيخ الدكتور"عبد الله سلقيني"، تلاه مفتي حلب فضيلة الشيخ الدكتور"ابراهيم سلقيني"، أما هذا الأسبوع فإن خطبة الجمعة هي للشيخ الدكتور "محمود أبو الهدى الحسيني". وقبل صلاة الجمعة بثلاثة أرباع الساعة هناك قراءة في الجامع الكبير للقاريء الشيخ "محمد مكي قلعه جي"، الذي يقرأ أيضاً كل يوم أربعاء، كما كان يفعل القراء في" مصر و"حلب"، وتستمر القراءة في "رمضان" وما بعد رمضان قراءة برواية "ورش" عن "نافع "حتى تعتاد الناس على القراءات العشر. وفي صلاة الفجر يوم الجمعة "12/9/2008" أمّ المصلّين سماحة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور "أحمد بدر الدين حسون" الذي بكى وأبكى الناس في الصلاة عندما قرأ من سورة "السجدة" الآيات"« قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ، وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ، وَلَوْ شِئْنَا للأتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي للأملأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ، إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ، تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، فلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ، أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ». كذلك بكى المصلون أثناء دعاء سماحة المفتي الذي تلا صلاة الفجر. بعد ذلك بدأ "د.حسون" الدرس أمام المئات الذين سعوا إلى "الجامع الأموي"، رجالاً ونساءً وأطفالاً قبل صلاة الفجر، تحدث سماحة المفتي عن القدوة والمنهج والأسوة الحسنة في الإسلام، كما بيّن نتائج معجزة الإسراء والمعراج في عصر الرسول الكريم ، وتحدث عن بعض الدروس المستفادة من معركة بدر، موضّحاً معاني الجهاد وأهميته لأننا الأمة الوحيدة التي أمرها الله بالدفاع عن نفسها، وكان الله هو الذي يدافع عن أمم مرسليه السابقين.


وفي نهاية الخطبة قدّم سماحة المفتي الطفل "ضياء عنداني خطيب" (تسع سنوات) الذي ألقى خطبة عن فضائل شهر رمضان وعن وجوب الاهتمام بحسن المعاملة بين الناس، وهي خطبة كتبها له أستاذه (موجه اللغة العربية في حلب، سابقاً) الأستاذ" أحمد ديبة"، وجعله يحفظها بإتقانٍ شديد، وهو طفل في الصف الثالث الابتدائي ويحفظ اثنا عشر جزءاً من"القرآن الكريم". هذه إذاً هي بعض أجواء رمضان في "الجامع الكبير" بحلب الشهباء، ولهذا نجد إقبالاً كبيراً عليه في رمضان هذا العام.

[color=red][/color]

شكرا