ساره خالد عضو ذهبي
عدد المساهمات : 63 تاريخ التسجيل : 27/07/2011 المزاج : التفكير والابداع sms : [updown]الحمد لله على كل حال[/updown]
| موضوع: في رحاب شهر شعبان المبارك الخميس يوليو 28, 2011 8:27 pm | |
| جعل الله تبارك وتعالى شهر شعبان بين شهرين عظيمين رجب ورمضان، وقد قيل في فضائل شهر شعبان الكثير، قال أبو بكر الورّاق البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشعبان شهر السقي للزرع وشهر رمضان شهر حصاد الزرع. وقال أيضاً: مثل رجب مثل الريح،ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل القطر
عَنْ حِبّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَة بْن زَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا
مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: " ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ
الأعْمَالُ إِلَى رَبّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ". أخرجه أحمد والنسائي والبيهقى فى شعب الإيمان.
وأخرجه أيضًا: المحَامِلىّ فى أماليّه.
وعن عائشة رضيَ الله عنها قالت:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقُول لا يفطر، ويفطِرُ حتى
نقول لا يَصُوم، وما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم استَكمَل صيامَ شَهرٍ إلا رمضَان، وما رأيتُه أكثرَ صِيامًا
مِنهُ في شَعبانَ". أخرجه البخاري في الصيام، باب: صوم شعبان، ومسلم في الصيام.
ليلة النصف من شعبان
هي ليلةٌ مُباركةٌ وأكثَرَ ما يَبلغُ المرءُ في تلكَ الليلةِ أن يقومَ ليلَها ويَصُومَ نهَارهَا ويتّقِي اللهَ فيها، وليلةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ
كانَ التّابعُونَ مِن أهلِ الشّام كخَالِد بنِ مَعْدَان ومَكحُول ولُقمَان بنِ عَامر وغَيرهم يُعَظِّمُونها ويجتَهدونَ فيها في العِبادةِ.
وقالَ الإمام الشافعِيّ في كتابه الأمّ : وبَلَغَنا أنّهُ كانَ يُقالُ: إنّ الدّعاءَ يُستَجابُ في خمسِ ليَالٍ في ليلَةِ الجمعة، وليلَةِ
الأضحَى، وليلَةِ الفِطر، وأولِ ليلةٍ مِن رجَب، وليلةِ النِّصفِ مِن شَعبان "اهـ
وليُعلَم أن ليلةَ النِّصف مِن شَعبان ليسَت الليلةَ التي قال الله فيها: [ إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ] بل هيَ ليلةُ القَدر كما قالَ تَرجمان القرءان عبدُ الله بنُ عباس وهذا ما عليهِ جمهورُ العلماءِ .
صِيامُ النِّصفِ مِن شَعبان
قال الرّمليُّ : حديثُ: "إذَا انتَصفَ شَعبانُ فَلا صِيامَ حتى يَكُونَ رمَضَان"رواه الترمذي، يؤخَذُ مِنهُ أنّهُ لَو صَامَ الخَامِسَ
عَشَر وتَالِيْه ثم أَفطَر السّابعَ عَشَر حَرُمَ عَليهِ صَومُ الثّامِن عَشَر وهوَ ظَاهِرٌ لأنَّهُ صَومٌ بَعدَ النّصفِ لم يُوصَلْ بما قَبلَه اهـ.
وقالَ الخطِيبُ : ولَو وصَلَ النّصفَ الثّاني بما قَبلَه ثم أَفطَر فيه يَومًا حَرُمَ عَليهِ الصّومُ إلا أنْ تَكُونَ لَهُ عَادةٌ قَبلَ النِّصفِ
الثّاني فلَهُ صَومُ أيّامِها اهـ. قالَ الشّرقاويُّ: فقَيّدَ العَادةَ بكَونها قَبلَ النِّصفِ الثّاني .اهـ
اغتِنامُ لَيلةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ بالمَبَرّاتِ
فَاصْبِرْ أَخِي الْمُسْلِمَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ وَاصْبِرْ عَلَى اجْتِنَابِ مَا حَرَّمَ اللهُ وَأَنْفِقْ فِي سَبِيلِ اللهِ، فِي سَبِيلِ نَشْرِ الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ
وَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ، وَتَزَوَّدْ مِنْ دُنْيَاكَ لآِخِرَتِكَ بِالتَّقْوَى.
إِذَا الْعِشْرُونَ مِنْ شَعْبَانَ وَلَّتْ
فَوَاصِلْ شُرْبَ لَيْلِكَ بِالنَّهَارِ
وَلاَ تَشْرَبْ بِأَقْدَاحٍ صِغَـارٍ
فَقَدْ ضَاقَ الزَّمَانُ عَنِ الصِّغَارِ
وَمُرَادُهُمْ أَنَّ الْمَوْتَ ءَاتٍ قَرِيبٌ فَعَلَيْكَ أَنْ تَتَزَوَّدَ لآِخِرَتِكَ مِنَ هَذِهِ الدُّنْيَا بِجِدٍّ زَائِدٍ وَفِي ذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
﴿وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾
أَيْ لاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ لآخِرَتِكَ مِنْ دُنْيَاكَ، فَمَنْ تَزَوَّدَ لآِخِرَتِهِ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا فَهُوَ الْمُتَزَوِّدُ وَمَنْ فَاتَهُ التَّزَوُّدُ
لِلآخِرَةِ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا فَقَدْ فَاتَهُ التَّزَوُّدُ.
لَكِسْرَةٌ مِنْ يَبِيسِ الْخُبْزِ تُشْبِعُني
وَشُرْبَةٌ مِنْ قِرَاحِ الْمَاءِ تُرْوِينِي
وَقِطْعَةٌ مِنْ خَشِينِ الثَّوْبِ تَسْتُرُنِي
حَيًّا وَإِنْ مِتُّ تَكْفِينِي لِتَكْفِينِي
اسْتِقْبَالُ رَمَضَانَ وَأَحْكَامُ الصِّيَامِ
نَحْنُ الْيَوْمَ فِي شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُبَارَكِ، ثُمَّ يَلِي ذَلِكَ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُ الشُّهُورِ عَلَى الإِطْلاَقِ وَفِيهِ لَيْلَةٌ
هِيَ أَفْضَلُاللَّيَالِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي نَزَلَ فِيهَا الْقُرْءَانُ دَفْعَةً وَاحِدَةً إِلَى بَيْتِ الْعِزَّةِ فِي السَّمَاءِ الأُولَى.
عِبَادَ اللهِ: إِنَّ هَذِهِ إِنَّ هَذِهِ الشُّهُورَ مِنَ الأَشْهُرِ الْفَاضِلَةِالْعَظِيمَةِ الشَّأْنِ فَلْنَسْتَعِدَّ فِيهَا بِالطَّاعَةِ وَالْعَمَلِ لِمَا بَعْدَ
الْمَوْتِ وَلْنُهَيِّئْ فِيهَا الزَّادَ الَّذِي يَنْفَعُنَا لِلآخِرَةِ فَإِنَّ هَذِهِ الدُّنْيَا سَرِيعَةُ الزَّوَالِ. وَلَكِنْ يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ فِي هَذِهِ
الأَيَّامِ وَفِي كُلِّ أَيَّامِ السَّنَةِ أَنْ يَتَذَكَّرَ الْمَوْتَ وَأَنَّ الْمَوْتَ ءَاتٍ لاَ مَحَالَةَ فَيُحَاسِبَ نَفْسَهُ وَيَنْظُرَ مَاذَا أَعَدَّ لآِخِرَتِهِ
مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ، لأَِنَّ الآخِرَةَ لاَ يَنْفَعُ فِيهَا سِوَى الإيِمَانِ بِاللهِ وَتَقْوَى اللهِ وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾
مَعْنَاهُ لِيَنْظُرِ الْمَرْءُ أَيْ لِيَتَفَكَّرْ مَاذَا أَعَدَّ لآِخِرَتِهِ أَيْ بِالْعَمَلِ الَّذِي يُرْضِي اللهَ تَعَالَى وَذَلِكَ يَكُونُ فِي كُلِّ الأَيَّامِ
وَاللَّيَالِي الَّتِي يَعِيشُهَا الإِنْسَانُ لأَِنَّ أَنْفَاسَ الإِنْسَانِ مَعْدُودَةٌ وَأَجَلَهُ مَحْدُودٌ وَمَا فَاتَ وَمَضَى مِنْ عُمُرِهِ لَنْ يَعُودَ. | |
|